من الكساء

كتب النحو والفلسفة والرياضيات

تتبرع لجدران المساجد والكنائس كل بسطر أو اثنين

تتصل السطور وتتلوى

في تكوينات نباتية متشابكة على المحراب والمذبح

المحراب ينمو

إلى أن تحتكر فروع نباتاته

توزيع الشمس والظل

بين محيطين وسبعة أبحر

ثم لا يلبث المحراب أن يجد من ينسفه

قباب تشتعل

المؤمنون

أكثر الناس حرصاً على إحراق المساجد

والكفار

أكثر الناس حرصاً على المشاهدة والترميم

أو الترميم أولاً

أي .. قبل الإحراق

تجتمع الكتب سرّاً

وتتبرع مرة أخرى

كل بسطر أو اثنين

وتتصل السطور لتصبح ساق نبات طويل

يلتف على الحطام ويحاول عاجزاً أن يزهر

تستمر القباب في الاشتعال

والكتب في التبرع

بعد فترة

أصبحت القباب تشتعل ذاتياً

يعني من غيظها

أما الكتب

فأصبحت من كثرة ما تبرعت

بيضاء تماماً

ومن ابيضت كتبه

ابيضت راياته

***

ساعتان رمليتان

كلٌّ تتهم الأخرى بأنها مقلوبة

وتدعوها أن تعتدل مثلها

ويدٌ واضحة جداً

تقلبهما معاً في نفس اللحظة

ومن موقعيها الجديدين

تستمر كل واحدة منهما في اتهام الأخرى

***

أربعة جيوش من ورق اللعب

جيشان أحمران وجيشان أسودان

تظهر المذيعة في نشرة الأخبار

يتقاتل الأسودان والأحمران

المذيعة تذكر خلط الأوراق

يتحالف كل جيش أسود مع نظير له أحمر

المذيعة مرة أخرى

تنقسم كل ورقة نصفين

نصفها الأعلى أحمر والأسفل أسود

أو العكس

تزداد العداوة كلما اقترب الخصم من خصمه

فما ظنك بالخصمين وقد أصبحا متجاورين في ورقة واحدة

تصاب الأوراق بالفصام

فتقطع كل ورقة نفسها من الوسط

نهاية النشرة

سلة المهملات

***

على هامش الصورة

جموع المشجعين

يضرب بعضهم بعضاً بالأحذية

شيوخ الدين

يبنون مساجد في الفضاء الخارجي

شيوخ السياسة

يحملون الكراسيّ على رؤوسهم كآلهة المصريين القدامى

شيوخ الكلام .. والكلام أمر عظيم

مشغولون بقصيدة النثر والاكتئاب

وأنا .. أحاول أن أكمل هذه القصيدة
من قصيدة
حديث الكساء
تميم البرغوثي

No comments: